برعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي
الدكتور نعيم العبودي المحترم
وحضور السيد رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور بهاء ابراهيم كاظم المحترم
وتحت شعار (( مائة عام من الارتقاء ))
تقيم كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانيةالمؤتمر العلمي الدولي الثامن الموسوم
((التكامل المعرفي للدراسات التربوية والاجتماعية))
رئيس المؤتمر: الأستاذ الدكتور علاوي سادر جازع الدراجي
عميد كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية
مقرر المؤتمر: الأستاذ الدكتور داود عبد السلام صبري

اهلا ومرحبا بكم في رحاب كليتنا الغراء واحة المجد والثنا العليا كلية التربية ابن رشد ذات التاريخ العريق التي واكبت في رحلتها المديدة نشأة التعليم في العراق اذ افتتحت اول مرة باسم دار المعلمين العالية في سنة ١٩٢٣ اذ تخرج فيها كوكبة من رموز الثقافة والادب وفي طلعتها الشاعران البارزان بدر شاكر السياب والشاعرة نازك الملائكة والدكتورة عاتكة الخزرجي والعلامة مصطفى جواد والقائمة تطول نعد منها ولا نعددها وها نحن اليوم نشهد مئوية ابن رشد هذه الكلية العريقة بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسها .
(( وما أجملَ أن تتعانقَ ذكرى شاعرتنا العظيمة نازك الملائكة مع الذكرى المئوية لتأسيس كلية التربية ابن رشد )) وهذا الإدراك نابعٌ من وعيٍّ بأهمية المؤسسة الأكاديميَّة ورجالاتِها؛ فكيف إذا كانت مرتبطةً مع الوجود الوطني للدولة العراقية الحديثة، ويُعاضدُ دولتَهُ حضورًا وإشراقًا وزيرُنا الهمام الدكتور نعيم العبودي المحترم، ويساندُ معاليه رؤيةً واتجاهًا رئيسُ جامعتنا الأستاذ الدكتور بهاء إبراهيم إنصاف فأهلاً ومرحبًا بشذرات المجدِ وعبقهِ وشذاه،حضرتم لدارِنا العالية أيَّها المحتفلونَ الأفاضل فأعدتم تأريخًا نابضا، وتراثًا ناهضا، ومجدًا حافظا، فهذهِ الكليةُ النواةُ الأولى لجامعتنا الحبيبة بغداد، وهي الأُختُ الكُبرى لنظيراتِها في العراق، وهي الرافدُ الأولُ لشريانِ قلبِ الأكاديمية والثقافة في عراقنا الحبيب وإني لأرى فيها الساعة حضورَ تأملاتِ نازك الملائكة، وموسوعية حسين علي محفوظ، وابتهاجِ جواد علي بمتنهِ التأريخي الحافل، وسعادة مصطفى جواد وهو يميزُ لنا بين صحيح الكلامِ وعكسهِ، ليبزغَ خالدُ الهاشمي رئيسًا لجامعة بغداد في أوجِ مجدِها، ويسمو محمد فاضل الجمالي رئيسًا لوزراء العراق في زمنٍ مضى خارجًا من عباءتِها، ونشهدُ اللهَ والوطن أننا سعينا وسنسعى لأن تبقى دائمًا وأبدًا في مقدمة كليات جامعة بغداد؛ فمن حيثُ الجانب العلمي أن المناهج في تحديثٍ دائم، والمختبرات في ارتقاءٍ مستمر، ومجلة الكلية ( مجلة الأستاذ ) أخذت خطوات متقدمة في طريقِ دخولِها للمستوعبات العالمية ،ومن حيثُ النشرُ العالميُّ فإنَّ أعدادَ الناشرين من أساتذة هذه الكلية وطلبتِها مؤشرٌ لدى جامعة بغداد بوثائقَ وكتبٍ رسميَّة في تصاعدٍ مستمر، ومؤلفات أساتذتها وبحوثهم مستمرة، فضلاً عن برامج العمل المشتركة مع وزارة الداخلية، ومستشارية الأمن القومي،في الدبلوم الأمني المعادل للماجستير وما إلى ذلك، أمَّا على صعيدِ الجانبِ الإداري فالأرضُ والزرعُ والأرشفة يحكون عالمًا شاملاً تراهُ الأعينُ، وتبصرهُ القلوبُ، وتتلقاهُ الصدورُ بفرحٍ لا نظيرَ لهُ.

جرت فعاليات احتفال اليوبيل الماسي لكليتنا بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسها وكان ذلك في يوم الأحد الموافق ١٨ / ٢ / ٢٠٢٤ وسط حضور رفيع المستوى تتقدمه الرعاية الكريمة لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني المحترم، وإشراف معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي المحترم، وحضور رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور بهاء إبراهيم إنصاف وتنفيذ عميد كليتنا الأستاذ الدكتور علاوي سادر جازع المحترم، إذ استُهل الحفل بطلب الإذن من الأستاذ الدكتور أحمد عبد حسين الفرطوسي معاون العميد للشؤون الإدارية والمالية ورئيس اللجنة التحضيرية للحفل المئوي، بعد ذلك بدأت فعاليات الحفل بعرافة الأستاذ الدكتور محمد الواضح، وبعد تلاوة القرآن وعزف النشيد الوطني، وقف الجميع لقراءة سورة الفاتحة ترحمًا على شهداء العراق، وابتدأت الفقرة الترحيبية للسيد عميد الكلية التي ذكر فيها أهمية هذا اليوم وشواخص هذه الكلية وأعلامها ورحب بضيوفه الكرام، ومن ثم جاءت كلمة ممثل السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عارف الساعدي مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية، ذكر فيها أن أهمية الاحتفاء بهذه المئوية تعني الاحتفاء بتاريخ الدولة العراقية، وهنأ الجميع بهذا اليوم المبارك، بعد ذلك ارتقى المنصة معالي الوزير مهنئًا ومشيدًا بأهمية هذه الكلية وهذا الحدث التأريخي، ووجه معالي إلى ضرورة السعي الجاد في زيادة النشر العالمي في المستوعبات العالمية؛ لما لذلك من أهمية كبرى في تقدم الجامعات العراقية في التصنيفات العالمية المعتمدة، ليأتي دور السيد رئيس الجامعة؛ ليشيد بالجهود والخطوات التي قادت إلى هذا النجاح المبارك، والثناء على جهود التنظيم وحُسن الإخراج بهذا المنظر المهيب، وقد حضر الحفل معالي وزير الإعمار والإسكان الأستاذ بنگين ريكاني المحترم وجمعٌ غفير من رؤساء الجامعات والوكلاء والمدراء العامين والعمداء.

يمثل التعليم بمراحله واشكاله كافة اداة التطوير والتنمية في البلدان المختلفة، اذ يقع على عاتقه إحداث التغييرات الضرورية التي من شأنها نقل المجتمع من حاضره الى مستقبله المشرق الذي يرنو اليه. واذا كانت كل مرحلة من مراحل التعليم لها اهدافها الخاصة، فان مراحل التعليم يجب ان تعمل في نسق متكامل، واي اختلال في هذه المراحل من شأنه ان يحدث مشكلة في النظام التعليمي، والتعليم الثانوي هو الابرز بين المراحل، كونه مرحلة تتوسط التعليم الابتدائي وهو مرحلة النشوء والتعديل والتغيير، ومرحلة التعليم العالي حيث تصقل المواهب وتتوضح التخصصات والرغبات، فالثانوية هي مرحلة التكوين الحقيقي، وتكوين مدرس الثانوية يكون من شأن كليات التربية، لذا ومن هنا تبرز اهمية كليات التربية في تكوين افراد المجتمعات وتطويرهم. لاسيما في الوقت الحاضر الذي تسعى فيه كليات التربية الى الوصول الى اعلى مستويات الاتقان من خلال الحصول على الاعتمادية وبلوغ اعلى مراحل الجودة.